تعد رسوم الأطفال أحد فروع الدراسات النفسية في علم النفس؛ إذ يهتم أطباء النفس بدراسة سلوك الأطفال بالاعتماد على قدرتهم على التعبير عن أنفسهم باستخدام الرسم، وترى الدراسات النفسية أنّ تطور مهارات الأطفال في الرسم تتزامن مع تطور مهاراته الشخصية الأخرى، كمهارة الكتابة، والتي ترتبط بقدرته على التحكم بالقلم، واستخدام الألوان في جعل رسوماتهِ أكثر وضوحاً، لذلك يعتمد معظم أطباء النفس على العلاج التأهيلي للأطفال المرتبط بالرسم من أجل مساعدتهم على تخطّي الحالة النفسية التي يعانون منها.
تعريف رسومات الاطفال
رسوم الأطفال هي مجموعة من الرسومات التي قد تكون عبارةً عن خطوطٍ غير واضحة، أو وصفٍ لشيء ما بالاعتماد على فكرة معينة يريد الطفل أن يعبّر عنها بالاعتماد على الرسم، وتعرف أيضاً بأنّها وسيلةٌ من وسائل التعبير التي يستخدم فيها الطفل القلم من أجل قول شيء ما، أو توضيح شعور معين يشعر به للأشخاص الآخرين، وخصوصاً لوالديه.
أهمية رسوم الأطفال
إن لرسوم الأطفال أهمية كبيرة، ومؤثرة على حياة الطفل؛ لأنها تعتبر جزءاً مهماً من أجزاء خصائصه النفسية، وترتبط هذه الأهمية بالنقاط التالية: تساعد الوالدين، والمعلمين في توجيه الأطفال بطريقة مناسبة من أجل مساعدة الطفل على التمييز بين الأشياء الصحيحة، والخاطئة. تعتبر من الوسائل المؤثرة على الأطفال، وخصوصاً في مرحلة الروضة، والتي يكون فيها الطفل بحاجةٍ إلى أن يستبدل البكاء في التعبير عن نفسه بوسائل أخرى، لذلك يعدّ الرسم من أهم هذه الوسائل. تساهم في تحديد طبيعة ذكاء الطفل؛ لأن رسوم الأطفال لا تُعبّر عن شخصياتهم فقط، بل تعكس حالتهم النفسية، والعقلية وكيفية رؤيتهم للأشياء المحيطة بهم. توضّح طبيعة نمو الطفل، من خلال دراسة أسلوبه في الرسم بكل مرحلة من مراحل حياته، عن طريق قياس كيفيّة تأثره بكافة المؤثرات الخارجية سواءً في المنزل، أو المدرسة، أو المجتمع
خصائص رسوم الأطفال
تتميز رسوم الأطفال بمجموعة من الخصائص التي توضح طبيعة تأثيرها على الطفل، وتساعد أطباء النفس في دراسة سلوك الأطفال، ومن أهم هذه الخصائص:
التلقائية هي من إحدى الخصائص المميزة لرسوم الأطفال، فلا تعتمد على قوانين ثابتة، أو على إتقان لفن الرسم، بل تعتمد على المنطق، والفكر الخاص بالطفل، وتوضح طبيعة الحياة، أو العالم الذي يعيشه الطفل، فيعتمد عادةً على الخيال في رسم بعض الأحداث، أو الأشياء الموجودة في مخيلته، ويرى أنها قادرة على توضيح الأفكار التي يريد أن يُعبّر عنها.
الشفافية هي من الخصائص التي تتميّز بها رسوم الأطفال، فيعتمد الطفل على التعبير المباشر عن ما يشعر به، بغض النظر عن الصورة التي يراها في مخيلته، وقد يلجأ للخلط بين الواقع، والخيال من أجل إنتاج رسوم جديدة، قد تكون غير مألوفة عند الأشخاص المحيطين به، مثل: رسمه لكائن غريب، أو لصديقٍ خيالي.
التكرار هو من الخصائص المهمة في رسوم الأطفال؛ إذ يلجأ أغلب الأطفال إلى تكرار رسومٍ كانوا قد رسموها في السابق، وذلك لشعورهم بأن الرسالة التي أرادوا أن يوصلوها من الرسوم السابقة لم تصل بشكل صحيح، أو بسبب ارتباطهم المباشر بمضمون الرسم، فيعتمدون على تكراره من أجل تأكيد مدى أهميته عندهم، مثل: تكرار رسم الوالدين، وأفراد العائلة، والمنزل.
تحليل رسومات الأطفال
الكثير من الأطفال يشرد بذهنه عندما يمسك القلم، ويبدأ بالرسم، لكن ما لا نعرفه، أنّ الطفل يرسم ويعبر عما بداخله، وعما يفكر ويجول بخاطره، مهما كانت وضعيته، أو نفسيته الداخلية، أو مكان جلوسه، لكن رسوماته وخربشته لها دلائل كثيرة جداً، إذ تعبّر عن شخصيته، وعن نفسيته، وعن طموحاته، وعن ما يفكر به، وعن أحلامه المستقبليّة والحالية، وعن ما يكرهه ويحبّه.
الرسم في وسط الورقة، تدلّ على أنّه طفل اجتماعي يحب الرفقة والاختلاط مع الناس، كما تدل على أنّه بسيط جداً. الرسم في يمين الورقة، تدل على أنّه طفل يحتاج وقتاً كبيراً لتكوين صداقات مع الأطفال الآخرين، ودائم التفكير في ماضيه، ويخاف أن يتكلّم عما في داخله، لكنه يتميّز بسرعة البداهة (ادا كان يمسك باليد اليمنى و اصل لغته العربية و لا فالعكس). الرسم في يسار الورقة، تدل على أنّه طفل محبّ للحياة، واجتماعي، ويكره ماضيه. الرسم في أعلى الورقة، تدلّ على أنه طفل ذو أمل دائم، ومتحمس، صفاته حسنة. الرسم في أسفل الورقة، تدل على أنه طفل متردد، ثقته مهزوزة، حزين في أغلب أوقاته.
رسم الوجه بشكل جانبي، يدلّ على أنه طفل منطوٍ على نفسه، وتعامله صعب مع الآخرين. رسم الوجه بشكل مبتسم، يدلّ على أنّه طفل متفائل، وسعيد، ويحبّ الضحك كثيراً. رسم الوجه بشكل حزين، يدل على أنه طفل حزين، ومكتئب. رسم الأشخاص دون ملامح وجوههم، يدل على أنه طفل يعاني من ضياع هويته، وأن مَن حوله لا يهتمون به.
رسم المثلثات، تدل على أنه طفل شخصيته قيادية، لكنه متسرع في التصرف، ومندفع، ولديه استعداد للتضحية.
رسم المربع، يدل على أنه طفل يحب النظام في حياته، علاقاته مع الآخرين محدودة، ومتوتر.
رسم الدوائر، تدل على أنه طفل يحب السلام، ويكتم مشاعره لكنه منتقم إن غضب، وهادئ عند التحدّث،.
رسم العيون والرموش، تدل على طفل يقدّر الجمال، وحساس، وأناني يحبّ ذاته.
رسم البيوت، تدل على أنه طفل يحبّ العائلة، ودوم الحنين، كما قد تعبر عن حاجت بعضهم لملجأ او لاحد من والديه.
رسم الزهور، تدلّ على أنه طفل حساس، ودود بصفاته، محبّ للدفء يعيش بمخيلة الحياة السعيدة المملوءة بالأمل.
رسم الأسهم، تدل على أنه طفل طموح، ومتفائل.
رسم النجمة، تدلّ على أنه طفل ناجح، ويحب الفوز دوماً،.
رسم الزخارف، تدل على أنه طفل متأمل، ودقيق في إنجاز ما يطلب منه.
رسم خطوط متقاطعة ومتشابكة، تدل على أنه طفل يرغب بالحرية، والاكتشاف.
رسم الألعاب الذهنية كالشطرنج، يدل على أنه طفل يحب التنافس، وقوي الحماس.
رسم المتاهة تدل على أنه طفل محبط، ودوم الفشل، ويعاني من الصراع الداخلي يرغب دوما في الاستقرار.
رسم السلم، يدل على أنّه طفل متفائل، يسعى للنجاح والتقدم بحياته ويرغب كل ما هو جديد.
رسم وسائل النقل بأنواعها، يدل على أنه طفل محب للسفر والمغامرات، يحب أيام العطل، ومرح بطبعه و مفتخر بمستواه المعيشي او العكس تماما يرغب بشدة للسفر و الاستجمام
رسم الجسد فقط إذا رسم الطفل جسد الإنسان دون الأرجل أو الأيدي، فذلك يشير إلى فقدانه القدرة على التصرف حيال ما يدور حوله.
رسم وتظليل الأشكال إذا رسم الطفل أشكالاً وظللها، فذلك يدل على أن الطفل يعيش في توتر وقلق.
رسم رأس كبير إذا رسم الطفل رأس الإنسان بحجمٍ كبير، فذلك يشير أنه يمتلك أفكاراً كبيرة، كما أنه يعبر عن خجل الطفل.
رسم الفم كبيراً إذا رسم الطفل فم الإنسان بحجمٍ كبير مع إظهار الأسنان بشكل بارز، فذلك يدل أن الطفل عدواني وهجومي
البدء برسم العين إذا رسم الطفل عين الإنسان كبداية لرسمته، فذلك يشير إلى شعوره بأنه مراقب من المحيطين به. رسم الوجه دون عيون إذا رسم الطفل الوجه دون عيون، فذلك يشير إلى أن الطفل يحب العزلة ولا يحب الاختلاط بالآخرين.
رسم الحيوانات إذا رسم الطفل حيواناتٍ؛ كالأسد، والقطة، والفيل، فإن ذلك يدل على أن الطفل خدوم ويحب مساعدة الآخرين.
رسم عشوائي ليس له دلالة، يدل على أنه طفل متوتر، ويعاني من عدم التركيز، وعصبي.
إذا كان الطفل لا يحب الرسم أو لا يرسم، فإن ذلك يشير إلى الكبت والضغط